الوئام- خاص
تعيش فرنسا أزمة كبيرة بعد أن اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المفوض الأوروبي السابق، ميشيل بارنييه، الذي يُواجه الآن مهمّة صعبة، تتمثّل في العثور على وزراء ليحكموا معه، وسيتعيّن عليه بعد ذلك محاولة المصادقة على ميزانية 2025، في ظروف فوضوية.
وأعلن فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي السابق، أنه سيُصوّت على اقتراح محتمل بسحب الثقة مِن ميشيل بارنييه، عضو الحزب الجمهوري، الذي تم تعيينه رئيسا للوزراء، مؤكدا أن الحكومة التي يجرى تشكيلها “مدعومة” من اليمين المتطرّف، ولا تُمثّل الأغلبية في البرلمان.
وحثّ جان لوك ميانشون، الزعيم اليساري ورئيس حزب فرنسا الأبيّة، أنصاره على الاستعداد للمعركة مع ماكرون، قائلا: “لن تكون هناك راحة”، وقال خلال مسيرة باريس، السبت الماضي: “الديمقراطية لا تعني فقط فنّ قبول الفوز، بل أيضا التواضُع المتمثّل في تقبّل الخسارة”.
وفي سياق متصل، تقول الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات وتحليل السياسات، إنَّ الأزمة السياسية في فرنسا موجودة منذ حل البرلمان في يونيو الماضي، وتلاها تراجُع الأغلبية الرئاسية، وغياب الأغلبية المطلقة في تشكيل البرلمان.
وتُضيف عقيلة دبيشي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن دعم اليمين الوسط مع اليمين المتطرّف والمعسكر الرئاسي لميشيل بارنييه، يمكن أن ينجّيه من قرار سحب الثقة في البرلمان، حال تقدّم اليسار بطلب سحب الثقة من الحكومة أو عدم المصادقة عليها.
مدير المركز الفرنسي للدراسات وتحليل السياسات تذكُر أن تظاهرات هذا الأسبوع كانت بدعوى مِن اليسار المتطرّف، المُتمثّل في حزب فرنسا الأبيّة، وزعيمه جون لوك ميلانشون، الذي يمتلك قدرة رهيبة على حشد الفرنسيين، ويُمكن أن تستمر الاحتجاجات وتتصاعَد على خُطى أزمة السّترات الصفراء.
وتختتم دبيشي حديثها مُوضّحة: “أمَّا عن التحرّكات الأخرى ضد تعيين بارنييه، فإنّ اليسار المتطرّف بالفعل يسير في إجراءات عزل ماكرون، حتى لو كانت غير دستورية، إلا أنّها خطوة سياسية”.
المصدر: صحيفة الوئام السعودية