ترامب وهاريس.. المواجهة الحقيقية تبدأ الثلاثاء

ترامب وهاريس.. المواجهة الحقيقية تبدأ الثلاثاء


لن تكون مجرد مناظرة بين مرشحين رئاسيين بل ستكون بمثابة «حرب» يتحصن فيها كل طرف ليس فقط بما أعد من خطط، ولكن أيضا بالذكاء وسرعة البديهة.

ولأن الثلاثاء المقبل هو موعد المواجهة المباشرة الأولى بين مرشح الجمهوريين في أمريكا دونالد ترامب، ومرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس، فالمؤكد أيضا أن ذلك اليوم لن يكون عاديا.

فقبل نحو شهرين من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتجه أنظار المتابعين للشأن الأمريكي إلى هذا اليوم الهام في «التقويم الانتخابي»، حيث تحدث أول مواجهة بين المرشحين في مناظرة مقررة في فيلادلفيا.

لكن كيف استعد المرشحان لواحد من أكثر اللقاءات المنتظرة في هذه الانتخابات، ولهذه «المباراة» التي سيكون لها دور كبير في تحديد توجهات الناخبين؟

خطط دفاع وهجوم

من المقرر أن تجري المناظرة، الثلاثاء المقبل، على قناة “إيه بي سي”، في الساعة التاسعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ويستضيفها مركز الدستور الوطني في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.

وبنسلفانيا تعتبر واحدة من الولايات المتأرجحة، ما يعني أن إجراء المناظرة على أراضيها من شأنه أن يساعد كثيرا في تحديد نتيجة الانتخابات فيها.

أما عن الاستعدادات، فبدت هاريس في أوج حماسها هذا الأسبوع، حيث كشفت قبل يومين عن خططها لمساعدة الأعمال التجارية الصغيرة في الولايات المتحدة.

جاء ذلك في إطار استعراض هاريس لسياستها الاقتصادية قبيل المناظرة الحاسمة، وهي التي أثارت حماسة واسعة منذ حلت مكان الرئيس جو بايدن كمرشحة الحزب الديمقراطي، متعهّدة بـ”اقتصاد فرص”.

ومع أنها واجهت انتقادات بشأن تفاصيل تطبيق ذلك، إلا أنها تؤكد أن برنامجها قابل للتنفيذ وأن خفض الضرائب وتخفيف العراقيل البيروقراطية بالنسبة للشركات الصغيرة -على سبيل المثال- لن يكون أمرا مستحيلا.

ومسألة الضرائب من الملفات التي يركز عليها المرشحان بشكل كبير لإدراكهما بأهميتها في جذب الناخبين، ويتهم ترامب المرشحة الديمقراطية باستنساخ سياسة إلغاء الضرائب على البقشيش بالنسبة للعاملين في قطاع الخدمات، فيما يتعهّد بخفض الضرائب على مختلف الشرائح.

في الأثناء، تسعى هاريس لزيادة الضرائب على الشركات والأثرياء.

“مشكلات” 

تفيد تقارير بأن هاريس ستبقى في ولاية نيوهامشير للتحضير للمناظرة بعد زيارة في إطار حملتها الانتخابية إلى بيتسبرغ، المدينة الثانية التي تزورها خلال الأسبوع بعدما ظهرت إلى جانب جو بايدن الاثنين.

وقلبت هاريس البالغة 59 عاما الموازين بالنسبة لترامب (78 عاما) الذي كان متقدّما في الاستطلاعات إلى أن انسحب بايدن من السباق قبل ستة أسابيع لتحل هي مكانه.

وكشف استطلاع لـ”يو إس أيه توداي” و”جامعة سافلوك” صدر مؤخرا، أن هاريس تتقدّم على ترامب بنسبة 48 في المئة مقابل 43 في المئة، بفارق ثماني نقاط عما كان الحال عليه أواخر يونيو/ حزيران الماضي عندما كان ترامب متقدّما على بايدن.

وخلص الاستطلاع إلى أنها حققت مكاسب بأرقام عشرية في أوساط فئات مهمة مثل اللاتينيين والسود والشباب.

وندد بها ترامب قبل زيارتها إلى الولاية، متحدثا عن “مشكلات تواجهها حملتها في نيوهامشير”.

وأشار إلى أن الأمر يعود إلى إلغاء بايدن هذا العام دور نيوهامشير التقليدي كأول ولاية أمريكية تنظّم الانتخابات التمهيدية وإلى تكاليف المعيشة في الولاية.

لكن نيوهامشير لا تعد من بين الولايات الحاسمة بالنسبة لانتخابات الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إذ صوّتت للديمقراطيين على مدى السنوات العشرين الأخيرة.

وبدّل الخبير في توقعات الانتخابات لاري ساباتو تصنيفها مؤخرا من “تميل إلى الديمقراطيين” إلى “ديمقراطية على الأرجح”.

وتذكّر استعدادات هاريس بفترة أسبوع قضاها بايدن في كامب ديفيد بماريلاند حين كان يحضر لمناظرته الكارثية مع ترامب في 27 يونيو/ حزيران الماضي والتي أنهت فعليا حملته الرئاسية.

وستعتمد هاريس المستشارة كارين دان، التي قادت التحضيرات لمناظرة باراك أوباما في 2012 وهيلاري كلينتون في 2016، إضافة إلى المستشارة البارزة روهيني كوساوغلو.

أما ترامب، فقال من جهته إنه يستعد كما فعل عندما واجه بايدن، عبر المشاركة في نقاشات في إطار الحملة وعقد اجتماعات لبحث السياسة مع مجموعة من المساعدين.

قواعد

قواعد صارمة وضعتها “إيه بي سي” للمناظرة، وعلى غرار المواجهة بين بايدن وترامب، سيتم إغلاق الميكروفون الخاص بكل مرشح عندما يكون الدور للمرشح الآخر في الكلام.

كما أنه لن يكون هناك جمهور في القاعة، ولا بيانات افتتاحية، مع منح دقيقتين لكل طرف للبيانات الختامية.

لا مجال كذلك للملاحظات المكتوبة، وسيتم تخصيص دقيقتين لكل مرشح للإجابة عن كل سؤال مع مجال الرد على الآخر لمدة دقيقتين أيضا، ولكل منهما دقيقة إضافية للمتابعة أو التوضيح.

خطوط حمراء كثيرة لمباراة يتطلع الديمقراطيون لأن «تثأر» لبايدن من ترامب، فيما يعول عليها الجمهوريون لتأكيد «نصر» مرشحهم على الرئيس الأمريكي.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *