الملقف والطين والنوافذ العالية.. 5 حضارات قديمة نجحت في مقاومة الحر الشديد

الملقف والطين والنوافذ العالية.. 5 حضارات قديمة نجحت في مقاومة الحر الشديد

اعتمدت المباني الحديثة على الكهرباء وأجهزة التكييف بشكل مفرط، وغالبًا ما تأتي بواجهات زجاجية ونوافذ لا تفتح. لكن عند انقطاع الكهرباء لفترات طويلة تصبح هذه المباني غير محتملة. ونحن في هذا على عكس الحضارات القديمة التي كانت تعرف كيف تحمي البشر في المناخات الحارة والجافة، وفق تقرير حديث لموقع “Live Science“.

كيف قاوم السومريون درجات الحرارة القاسية؟

عاش السومريون قبل نحو 6,000 عام في مناخ حار وجاف في جنوب العراق الحالي، وكان لديهم تقنيات للتعامل مع الحرارة. فقد اعتمدوا على بناء جدران سميكة ونوافذ صغيرة لتقليل التعرض للحرارة، واستخدموا مواد مثل الطين لامتصاص الحرارة نهارًا وإطلاقها ليلًا.

كما بنوا المباني إلى جوار بعضها البعض لتقليل الجدران المعرضة لأشعة الشمس، بينما وفرت الأفنية الصغيرة الإضاءة والتهوية.

المصريون القدماء.. الاستفادة من الرياح

استعمل المصريون القدماء مواد مثل الحجر والطوب الطيني للحفاظ على البرودة، واعتمدوا على تصميمات معمارية تتضمن أفنية ومنافذ مرتفعة تواجه الرياح السائدة لتوجيهها داخل المباني وتبريدها.

اقرأ أيضًا: قرية الأخدود.. رحلة عبر زمن الحضارات الضائعة في قلب نجران

هذه التقنية، المعروفة باسم “الملقف”، ما زالت تُستخدم في مناطق الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

شعوب بويبلو: العمل مع الشمس

استخدمت شعوب بويبلو في جنوب غرب الولايات المتحدة استراتيجيات مثل النوافذ الصغيرة، والجدران المشتركة، والبناء تحت الحواف الجنوبية للمنحدرات لضمان تظليل المباني في الصيف وتدفئتها في الشتاء.

الحضارة الإسلامية.. الاستفادة من كل قطرة ماء

خلال القرن الثامن، صممت دول الحضارة الإسلامية مبانيها في شمال إفريقيا وجنوب إسبانيا بتقنيات لحصد مياه الأمطار وتوجيهها نحو صهاريج لاستخدامها لاحقًا، ما ساهم في ري الحدائق المحيطة بالمباني.

المايا والتيوتيهواكان.. تجميع مياه الأمطار

في المكسيك وأمريكا الوسطى، وجهت حضارات المايا وتيوتيهواكان بتوجيه مياه الأمطار إلى صهاريج كبيرة باستخدام الأهرامات والقنوات، ما ساعدهم على البقاء خلال فترات الجفاف.

تطبيق الدروس القديمة

واليوم، ينصح “لايف ساينس” المصممين المعماريين بالاستفادة من هذه التقنيات لتحسين تصميمات المباني الحديثة. مثل توجيه المباني لتعظيم التعرض الجنوبي، بحيث تواجه واجهاتها الرئيسية جهة الجنوب (في نصف الكرة الشمالي). وذلك بالاستفادة من زاوية سقوط أشعة الشمس، حيث تكون الشمس أعلى في السماء خلال الصيف، مما يسمح بتقليل كمية الإشعاع الشمسي المباشر على المبنى إذا تم استخدام ظلال مناسبة. وفي المقابل، تكون الشمس في الشتاء أقرب إلى الأفق، ما يسمح بدخول أشعة الشمس وتدفئة المبنى بشكل طبيعي.

علاوة على ذلك، تنصح باستخدام تقنيات لحصاد مياه الأمطار وتخفيف الاعتماد على أجهزة التكييف في الصيف.

المصدر: صحيفة الوئام السعودية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *