تراجعت عملات الأسواق الناشئة مع أخذ المتداولين احتمال فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية في الحسبان، وهي نتيجة تُعتبر داعمة للدولار الأميركي.
انخفض مؤشر “إم إس سي آي” لعملات الأسواق الناشئة بما يصل إلى 0.6%، في أكبر انخفاض منذ مارس الماضي، إذ أظهرت آخر إحصاءات الأصوات تقدم ترمب على كامالا هاريس في السباق الانتخابي. وتصدر البيسو المكسيكي الخسائر، إذ تراجع بأكثر من 3% ليصل إلى أدنى مستوى له خلال عامين، فيما انخفضت أيضاً عملات منطقة شرق أوروبا.
قال إيدي تشيونغ، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في بنك “كريدي أغريكول سي آي بي” (Credit Agricole CIB) في هونغ كونغ: “الأسواق تعود إلى استراتيجية ‘تداولات ترمب. ما زال من المبكر إصدار حكم نهائي، لكن يبدو أنه ستكون هناك حاجة لمفاجآت لصالح هاريس لتغيير هذا الاتجاه”.
شراء الدولار الأميركي
يسارع المضاربون لشراء الدولار الأميركي، وسط توقعات بأن فوز ترمب سيعني تنفيذ سياساته الاقتصادية الحمائية التي ستدعم العملة الأميركية. وتراجع جزء من هذا التداول خلال الأيام الأخيرة وسط توقعات بسباق متقارب.
قفز مؤشر “إم إس سي آي” لعملات الأسواق الناشئة إلى مستوى قياسي نهاية سبتمبر الماضي عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي دورة تيسير نقدي طال انتظارها. رغم انخفاضات اليوم، ما يزال المؤشر مرتفعاً بنحو 1% العام الحالي.
زادت تقلبات الأصول الناشئة خلال الأسابيع الأخيرة، لا سيما البيسو المكسيكي، إذ اخذت الأسواق في حسبانها توقعات بأن ترمب سينفذ خطته لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات. وصرح ترمب خلال حملته الانتخابية بأن شركات صناعة السيارات التي تبني مصانع في المكسيك تمثل “تهديداً خطيراً” على الولايات المتحدة الأميركية.
بينت غابرييلا سيلر، رئيسة قسم الأبحاث في شركة “غروبو فينانسيرو باسي” (Grupo Financiero Base.): “إذا نفذ ترمب تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الصادرات المكسيكية، فإنه سيدفع المكسيك نحو الركود، ويهبط بالبيسو إلى حوالي 22 مقابل الدولار، وريما يسفر عن خفض التصنيف الائتماني السيادي”.
تراجع البيسو بما يصل إلى 3.2% اليوم مسجلاً 20.7698 مقابل الدولار.
كذلك كانت الفورنت المجرية، والكرونا التشيكية، والزلوتي البولندي من بين العملات المتراجعة، إذ شكك ترمب في التزام الولايات المتحدة الأميركية في جدوى تحالفات مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو) وفي جهود أوكرانيا لمواجهة الغزو الروسي.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق