الانتخابات الرئاسية بالجزائر.. 3 مرشحين واستعدادات مكثفة

الانتخابات الرئاسية بالجزائر.. 3 مرشحين واستعدادات مكثفة


يستعد الجزائريون لاختيار رئيس جديد، السبت، تشير كثير من المؤشرات إلى فوز جديد للرئيس الحالي عبد المجيد تبون في ظل منافسة متواضعة.

وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أعلن عن موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة في سبتمبر/أيلول، بينما كان يفترض أن تجري قبل شهر من نهاية ولايته التي كانت محدّدة في ديسمبر/كانون الأول 2024.

وينافس تبون في الانتخابات مرشحان اثنان تم قبول ملفيهما من أصل 16 شخصا كانوا قد تقدموا بطلب الترّشح في الانتخابات.

المرشح الأول هو حساني شريف عبد العالي، رئيس حزب “حركة مجتمع السلم”، المحسوب على الإخوان، ويعد أكبر قوة معارضة داخل البرلمان حيث يمتلك 65 مقعدا من أصل 407.

أما المرشح الثاني فهو يوسف أوشيش، الذي يعد أصغر مرشح في تاريخ الانتخابات الرئاسية الجزائرية، إذ لا يتجاوز عمره 41 عاما. وهو مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية، أحد أقدم الأحزاب الجزائرية، والذي عرف بمواقفه المعارضة وقاطع الكثير من الانتخابات، كما عرف بالتحدث بلسان منطقة القبائل الأمازيغية، لكنه بدأ يشارك في بعض المواعيد الانتخابية منذ 2012.

24 مليون ناخب

وتعد هذه الانتخابات هي المرة الثانية التي يتوجه فيها الناخبون لصناديق الاقتراع منذ اندلاع احتجاجات شعبية كاسحة، قبل خمس سنوات، أجبرت الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة على التنحي عن الحكم بعد عشرين عاما قضاها في السلطة.

ويحق لنحو 24 مليون ناخب داخل الجزائر التوجه لصناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد، وهو ما يزيد قليلا على نصف عدد السكان البالغ حوالي أربعة وأربعين مليون نسمة.

واشترط قانون الانتخابات على أي شخص يرغب في الترشح للسباق جمع توقيع 50 ألف ناخب على الأقل أو جمع 600 توقيع لأعضاء منتخبين في المجالس الشعبية البلدية أو البرلمانية.

وترشح في بادئ الأمر 16 شخصا للسباق، لكن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات استبعدت أغلبهم لتبقي على ثلاثة فقط، من بينهم الرئيس الحالي. وقالت إن المبعدين لم يستوفوا الأوراق المطلوبة.

والإثنين الماضي، فتحت مراكز الاقتراع في الخارج أبوابها أمام المغتربين الجزائريين، للإدلاء بأصواتهم حيث سيستمر حتى الـ7 من سبتمبر/أيلول، موعد انطلاقها داخل البلاد.

تشديدات أمنية

واستعدادا للانتخابات، أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية عن حزمة من الإجراءات الخاصة للتأمين تبدأ من اليوم الجمعة وتستمر حتى الأحد.

ومن بين تلك الإجراءات إرجاء جميع الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية داخل الجزائر، خلال الفترة المذكورة، على أن يتم تحديد مواعيد لاحقة لها عقب انتهاء الانتخابات.

ومن المقرر أيضا إغلاق الأسواق الأسبوعية بكل أنواعها، ومنع سير سيارات نقل البضائع، ومنع نقل البضائع عبر السكك الحديدية، ويستثننى من ذلك نقل السلع التموينية والمواد الغذائية.

ومن جهة ثانية، اتخذت المديرية العامة للحماية المدنية بالجزائر العديد من الإجراءات و التدابير الوقائية لتأمين عملية التصويت للانتخابات الرئاسية المقررة غداً السبت، حيث أعلنت أنها وفرت أكثر من 25 ألفا من عناصرها لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة، وتعمل هذه الفرق على زيارة مراكز الاقتراع قبل فتح الصناديق، للوقوف على مدى جاهزيتها، والحرص على مطابقتها لشروط السلامة المنصوص عليها قانونا.

إضافة إلى الدوريات التفتيشية للوقوف على مدى جاهزية مراكز الاقتراع والحرص على مطابقتها لشروط الأمن والسلامة المنصوص عليها قانوناً، وتم أيضا تسخير إمكانيات مادية وبشرية لمرافقة مكاتب الاقتراع المتنقلة على مستوى ولايات الجنوب والمناطق النائية بالجزائر، كما تم تجهيز أكثر من 800 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى 761 شاحنة إطفاء.

وكانت هناك إجراءات لتأمين المراكز العمومية التي احتضنت مختلف الفعاليات والتجمعات الشعبية الخاصة بالحملات الانتخابية للمرشحين الثلاثة.

 مشروع “الجزائر الجديدة”

ويعوّل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على الفوز بولاية ثانية في الانتخابات، متسلّحا بتحسّن الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

وفي 11 يوليو/تموز، أعلن تبون ترشحه لولاية رئاسية ثانية بالقول “أعتقد أنّ كل ما قمنا به كان أساسا ولبنة أولى لجعل اقتصادنا اقتصاد دولة ناشئة بأتمّ المعنى”، مؤكدًا أنه يسعى إلى بناء “جزائر جديدة” خلال السنوات الخمس المقبلة.

وانتُخب عبد المجيد تبون في نهابة 2019 في اقتراع جرى في ذروة الحراك الشعبي وشهد نسبة امتناع عالية عن التصويت (60%) وهو ما دفع الحكومة إلى العمل على جذب الجزائريين للمشاركة بكثافة خلال الانتخابات الحالية.

ويعتبر تبّون أنه “أعاد البلاد إلى المسار الصحيح استجابة لاحتياجات الشعب ولجعل الجزائر قوة اقتصادية”. إلا أن الاقتصاد لا يزال غير متنوع ويعتمد بشكل كبير على المحروقات، إذ توفّر صادرات النفط والغاز 95% من موارد العملة الأجنبية.

ولا يفوّت فرصة للتذكير بآخر ولايتين لبوتفليقة (الذي توفي في سبتمبر/أيلول 2021) واللتين وصفهما بـ”عشرية العصابة”، في إشارة إلى محيط الرئيس الذي كان أضعفه المرض منذ إصابته بجلطة دماغية في العام 2013.

وردّ تبون على معارضيه الذين ينتقدون بطء التقدّم، بأن ولايته الأولى “بُترت من عامين من أصل خمس سنوات بسبب الحرب ضد كوفيد-19 والفساد”. ويقول عبد الحميد مقنين، وهو طالب يبلغ من العمر 20 عاما، عن تلك الفترة، “عانينا كثيرا. الاقتصاد انهار ومع ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة، لم يكن ممكنا القيام بأي شيء بسهولة دون التفكير فيه مئات المرات مسبقا”.

على صعيد السياسة الخارجية، عادت الجزائر إلى الساحة الدولية من خلال تنظيم قمة الجامعة العربية فيها في 2022 وشغلها مقعدا عضو غير دائم في مجلس الأمن في الأمم المتحدة، فيما كانت هناك خلافات مع بعض دول الجوار كالمغرب ومالي، كذلك الأمر مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA== جزيرة ام اند امز FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *