الأمم المتحدة: دبابتان إسرائيليتان اقتحمتا موقعا لليونيفيل.. ومسيرات حزب الله تقتل 4 جنود إسرائيليين

الأمم المتحدة: دبابتان إسرائيليتان اقتحمتا موقعا لليونيفيل.. ومسيرات حزب الله تقتل 4 جنود إسرائيليين

عواصم – رويترز
قالت الأمم المتحدة إن دبابتين إسرائيليتين اقتحمتا مقرا لقوات حفظ السلام التابعة لها في جنوب لبنان أمس الأحد، في أحدث اتهام لإسرائيل بارتكاب انتهاكات ضد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، فيما أطلقت جماعة حزب الله “سربا من المسيرات الإنقضاضية” على معسكر تابع للجيش الإسرائيلي.

ونفت إسرائيل رواية الأمم المتحدة ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوات حفظ السلام إلى الانسحاب، قائلا إنها كانت توفر “درعا بشريا” لجماعة حزب الله المدعومة من إيران أثناء تصاعد الأعمال القتالية.

وقالت قوة اليونيفيل أمس الأحد إن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا اقتحمتا البوابة الرئيسية قبيل فجر أمس الأحد. وقالت اليونيفيل إنه بعد مغادرة الدبابتين “أبلغ جنود حفظ السلام في نفس الموقع عن إطلاق عدة رشقات نارية على مسافة 100 متر شمالا، مما أدى إلى انبعاث دخان كثيف. وعلى الرغم من ارتداء أقنعة واقية، عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلين من حزب أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات على جنود إسرائيليين مما أسفر عن إصابة 25 منهم. وكان الهجوم قريبا للغاية من موقع لليونيفيل. وأشار الجيش إلى أن دبابة تراجعت إلى داخل موقع اليونيفيل خلال إجلائها المصابين تحت القصف.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني للصحفيين “لم يكن اقتحاما للقاعدة ولا محاولة لاقتحامها. كانت دبابة تواجه نيرانا كثيفة وواقعة تتضمن عددا من المصابين وتراجعت للابتعاد عن الخطر”.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه أقام ساترا من الدخان للتغطية على عملية إجلاء جنوده الجرحى لكن تصرفاته لم تشكل أي خطر على قوة حفظ السلام الدولية.

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش “لقد حان الوقت لتسحبوا قوات اليونيفيل من معاقل حزب الله ومن مناطق القتال”.

وأضاف “الجيش الإسرائيلي طلب ذلك مرارا، وقوبلت طلباته بالرفض، وهو ما يجعل (أفراد اليونيفيل) دروعا بشرية لإرهابيي حزب الله”.

وينفى حزب الله اتهام إسرائيل باستخدامه مناطق قريبة من موقع قوات حفظ السلام للحماية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان صدر في وقت لاحق من أمس الأحد إن قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل “لا تزال في جميع المواقع”، وكرر تحذير الأمين العام من أنه يجب ألا يتم استهداف قوات حفظ السلام.

وأضاف دوجاريك “الهجمات ضد قوات حفظ السلام تشكل انتهاكا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي. وقد تشكل جريمة حرب”.

وقالت قوات اليونيفيل إن الهجمات الإسرائيلية السابقة على برج مراقبة وكاميرات ومعدات اتصالات وإضاءة حدت من قدرتها على المراقبة. وتقول مصادر بالأمم المتحدة إنها تخشى أن يصبح من المستحيل رصد أي انتهاكات للقانون الدولي في الصراع.

وفي اتصال هاتفي أمس الأحد، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف جالانت “على أهمية اتخاذ إسرائيل لكافة التدابير الضرورية لضمان سلامة وأمن قوات يونيفيل والجيش اللبناني”.

وشدد أوستن أيضا على حاجة إسرائيل إلى “التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى مسار دبلوماسي لضمان أمن المدنيين على جانبي الحدود في أسرع وقت ممكن”.

* القتال يتصاعد

تجدد الصراع بين إسرائيل وحزب الله منذ عام عندما بادرت الجماعة بإطلاق صواريخ على مواقع إسرائيلية دعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بداية حرب غزة وتصاعدت وتيرته بشدة في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال حزب الله أمس إنه هاجم معسكرا للواء جولاني التابع للجيش الإسرائيلي في بلدة بنيامينا بشمال إسرائيل “بسرب من المسيرات الانقضاضية”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة من جنوده وإصابة سبعة بجروح بالغة في الهجوم.

وتصاعدت أيضا وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة حيث يقول مسؤولون فلسطينيون إن مئات الأشخاص قتلوا خلال الأيام العشرة الماضية.

وذكر سكان أن دبابات إسرائيلية وصلت إلى الطرف الشمالي لمدينة غزة أمس ودكت بعض المناطق في حي الشيخ رضوان مما أجبر العديد من الأسر على ترك منازلهم.

وقال مسعفون إن 13 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب عدة أشخاص آخرون في قصف بدبابات إسرائيلية استهدف مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة أمس.

وذكر مسعفون أن غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 40 آخرين في الساعات الأولى من اليوم الاثنين بعد استهدافها بعض خيام النازحين الفلسطينيين داخل مستشفى الأقصى في مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة والتي تؤوي مليون شخص.

في الوقت ذاته، لا يزال الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى تحسبا لانتقام إسرائيلي ردا على إطلاق إيران لوابل من الصواريخ طويلة المدى في الأول من أكتوبر تشرين الأول ردا على الهجمات الإسرائيلية على لبنان.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس إنها سترسل قوات أمريكية إلى إسرائيل بالإضافة إلى نظام أمريكي متطور مضاد للصواريخ في الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل ردها المتوقع على إيران.

ويقول مسؤولون إن واشنطن تحث إسرائيل سرا على ضبط ردها لتجنب إثارة حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.

(شارك في التغطية أحمد طلبة وآدم مكاري وحاتم ماهر في القاهرة وتالا رمضان في دبي وجيمس ماكنزي في القدس وليلى بسام في بيروت وفيل ستيوارت ودافني ساليداكيس – إعداد شيرين عبد العزيز والشيماء سعد للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *