اعتقال مؤسس تليغرام.. ظلام يهبط على العالم الحر «سابقاً»

اعتقال مؤسس تليغرام.. ظلام يهبط على العالم الحر «سابقاً»


اتخذت قضية اعتقال مؤسس تطبيق تليغرام منحى جديداً وسط صيحات تتعالى وتندد بقمع الحريات والانحياز التام ضد بافيل دوروف الذي قالت باريس إن قضيته ليست «سياسية».

وكان الملياردير الروسي دوروف والذي يحمل الجنسيات الفرنسية والروسية والإماراتية، قد اعتقل مساء السبت 24 أغسطس/آب الجاري في مطار بورجيه خارج باريس لدى وصوله إلى فرنسا على متن طائرته الخاصة من أذربيجان. ومدّدت السلطات الفرنسية إلى غد الأربعاء توقيفه.

ودوروف، البالغ من العمر 39 عاماً، والمولود في روسيا، كان أسس تطبيق تليغرام للمراسلة مع شقيقه في عام 2013. ويحظى تطبيق المراسلة المشفرة بنفوذ كبير في روسيا وأوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.

إدانات ومخاوف متصاعدة

ولا يزال اعتقال دوروف في فرنسا يثير جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي مع العديد من الشخصيات البارزة ورواد التكنولوجيا الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن اعتقاله.

وأخر المنددين باعتقاله كان إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية والمبلغ عن المخالفات والتسريبات الشهيرة.

وغرد سنودن على حسابه على منصة إكس قائلًا: “أولاً، جاءوا إلى تيك توك، ولم أتحدث -لأنني لم أكن في الثانية عشرة من عمري. ثم جاءوا إلى تليغرام ولم أتحدث -لأنني كنت أستخدم تطبيقًا آخر أو شيء من هذا القبيل. ثم جاءوا إلى كل منصة أخرى حرفيًا للمعارضة، ولم أتحدث -لأنه يا أخي كيف يمكنني أن أفعل ذلك؟ هذه هي النقطة الأساسية. استيقظ استيقظ يا عالم”.

وأضاف: “اعتقال دوروف هو اعتداء على حقوق الإنسان الأساسية في التعبير وتكوين الجمعيات. هذا لا يدين فرنسا فحسب، بل والعالم أيضاً”.

وكان رئيس شركتي سبيس إكس وتسلا الملياردير إيلون ماسك سبق وأعلن دعمه العلني لدوروف وإدانته لاعتقاله. وكان من أوائل من ذكروا اتجاه “#FreePavel”. واستخدم ماسك كوباياشي مارو كقياس لمقارنة الحالة العقلية لمناصر حرية التعبير. وغرد ماسك قائلاً: “إن كونك مدافعًا عن حرية التعبير هذه الأيام يبدو بشكل متزايد وكأنه مشكلة كوباياشي مارو”.

وكوبياشي مارو هو مصطلح في السينما والأدب الشعبي لسيناريو عديم الربح (لا يمكن بأي شكل من الأشكال الربح فيه)، ظهر لأول مرة في سلسلة أفلام الخيال العلمي ستار تريك.

واستمر ماسك في مشاركة آرائه حول “الهجوم على حرية التعبير” في سلسلة من المنشورات على منصته على وسائل التواصل الاجتماعي. 

ودخل على الخط، السياسي الأمريكي روبرت إف كينيدي جونيور الذي أعرب عن رأيه وكتب على إكس: “إن الحاجة إلى حماية حرية التعبير لم تكن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى”. ومن جهته قال ديفيد ساكس من شركة كرافت فنتشرز: “إن استخدام الدول الحليفة للالتفاف على حماية التعديل الأول هو التسليم الجديد”.

كما أدان عالم الكمبيوتر بول غراهام اعتقال دوروف. وتساءل كيف لدولة مثل فرنسا أن تعتقل مؤسس تليغرام بينما هي في حد ذاتها مركزاً رئيسياً للشركات الناشئة. وكتب على إكس: “من الصعب أن نتخيل دولة تعتقل مؤسس تليغرام وتكون مركزًا رئيسيًا للشركات الناشئة”.

واعتبر الإعلامي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون أن مؤسس تطبيق تليغرام دوروف اعتقل في فرنسا بسبب رفضه “الرقابة على الحقيقة” بأمر من الحكومات وأجهزة الاستخبارات، مشيرا إلى أن ذلك سمة مميزة للديكتاتورية. وأضاف كارلسون على حسابه على موقع X: “كانت دولة غربية، حليفة لإدارة بايدن وعضو متحمس في حلف شمال الأطلسي، هي التي احتجزته. يجلس بافيل دوروف في سجن فرنسي الليلة، وهو تحذير حي لأي مالك منصة يرفض فرض الرقابة على الحقيقة بناءً على طلب الحكومات ووكالات الاستخبارات. الظلام يهبط بسرعة على العالم الحر سابقًا”.

في سياق متصل، فر مؤسس ومدير Rumble، كريس بافلوفسكي، من أوروبا بعد أن تجاوزت فرنسا “خطًا أحمر” باعتقال دوروف. وكتب بافلوفسكي على إكس أن فرنسا هددت Rumble، والآن تجاوزوا خطًا أحمر باعتقال الرئيس التنفيذي لشركة تليغرام بافل دوروف. ولم يذكر البلد الذي كان متجهًا إليه أو مكان وجوده الحالي. 

وRumble هو بديل لموقع YouTube، ويسوق نفسه على أنه “محصن ضد ثقافة الإلغاء” على وسائل التواصل الاجتماعي.

حرب على حرية التعبير

ويأتي اعتقال الرئيس التنفيذي لتليغرام غير المسبوق في فرنسا في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الرقابة وزيادة إشراف الحكومة على المحتوى عبر الإنترنت. وفي موسكو، قال رئيس مجلس “الدوما” الروسي فياتشيسلاف فولودين إن واشنطن تعتزم السيطرة على تطبيق “تليغرام” قبل الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأضاف فولودين أن منصة تليغرام بين منصات الإنترنت القليلة لكن الكبيرة التي ليس للولايات المتحدة أي تأثير عليها. وفي الوقت نفسه، تعمل في العديد من البلدان التي تهمها. وأشار إلى أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فإن المراقبة على الشبكات الاجتماعية، والرقابة الكاملة عليها والتبعية هي الأساليب التقليدية للسيطرة السياسية والتأثير الخارجي.

وبحسب بيانات بوابة TechCrunch، ازداد تطبيق “تليغرام” شعبية في عدد من الدول، بينها فرنسا والولايات المتحدة، بعد اعتقال مؤسسه ورئيسه التنفيذي بافيل دوروف في فرنسا.

aXA6IDEzNS4xODEuMTEuMTYyIA==

جزيرة ام اند امز

FI

مصدر الخبر الأصلي: صحيفة العين الاخبارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *