قال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، إن إيران أطلقت أكثر من 100 صاروخ باليستي مباشرة على إسرائيل، وهو تصعيد في المعركة بين الخصمين في الشرق الأوسط، والتي كانت تخاض بشكل أساسي من خلال وكلاء.
وأفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنه تم اعتراض العديد من الصواريخ، ولكن بعضها ضربت أهدافاً في الأجزاء الجنوبية والوسطى من البلاد.
من جهته، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني أن “الحرس الثوري” أطلق “عشرات الصواريخ الباليستية” على إسرائيل رداً على مقتل قادة “حماس” و”حزب الله” وجنرال إيراني، كاشفاً أنه استهدف “مواقع أمنية وعسكرية مهمة” ، وهدد “بهجمات أكثر تدميراً” إذا ردت إسرائيل.
ويأتي إطلاق الصواريخ بعد أن توغلت قوات إسرائيلية في جنوب لبنان، كجزء من حملة ضد “حزب الله” المدعوم من طهران. وحذرت الولايات المتحدة في وقت سابق من اليوم من هجوم إيراني وشيك.
أدت هذه الضربات إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 4%، كما زادت السندات وأسعار الذهب، بينما انخفضت الأسهم مع هروب المستثمرين إلى الملاذات الآمنة.
خطر على المنطقة
تصاعدت المواجهة بين إسرائيل وإيران من خلال “حزب الله” يوم الجمعة، بعد اغتيال زعيم الجماعة حسن نصر الله في غارة جوية ضخمة في جنوب بيروت. وتعهدت إيران بضرب إسرائيل رداً على ذلك، وكذلك على مقتل زعيم “حماس” السياسي في يوليو أثناء وجوده في طهران، وهو هجوم تُتهم إسرائيل بتنفيذه، على الرغم من أن الرد الإيراني كان مقيداً حتى الآن.
قال بروس ريدل، ضابط استخبارات أميركي سابق كبير وزميل غير مقيم في “مركز بروكينغز لسياسة الشرق الأوسط”: “نحن على حافة حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله على الأقل، والتي قد تكون مدمرة للبنان ومؤلمة للغاية لإسرائيل”. وأضاف: “إذا دخل الإيرانيون أيضاً، فإن المنطقة بأكملها ستكون في خطر”.
هذا الهجوم المباشر الثاني لإيران على إسرائيل في ما يقرب من ستة أشهر. تسبب الهجوم الأول في أبريل الماضي، بأضرار طفيفة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الإعلان المسبق عنه، والذي شمل صواريخ وطائرات مسيرة أبطأ حركة. ساعد ذلك القوات الجوية الإسرائيلية في إسقاط الغالبية العظمى من المقذوفات، بمساعدة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والأردن. واقتصر رد إسرائيل، تحت ضغط من الولايات المتحدة، بضرب قاعدة جوية إيرانية.
الهجوم أيضاً أحدث تصعيداً لصراع أوسع نطاقاً بدأ عندما هاجمت “حماس”، التي تدعمها إيران أيضاً، إسرائيل قبل عام تقريباً. رفضت إسرائيل الدعوات لوقف إطلاق النار من الولايات المتحدة وغيرها، وقالت الشهر الماضي إنها تحول تركيز العمليات العسكرية نحو لبنان.
أميركا تساعد إسرائيل
أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس جو بايدن عقد اجتماعاً في وقت سابق من يوم الثلاثاء مع نائبته كامالا هاريس وفريق الأمن القومي، وأنهم يراقبون الهجوم الإيراني من غرفة العمليات بالبيت الأبيض. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت على منصة “إكس”، إن الرئيس وجه الجيش الأميركي بمساعدة إسرائيل، وإسقاط أي صواريخ تستهدف البلاد.
عززت الولايات المتحدة موقفها العسكري في الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة، وأعلنت يوم الإثنين، أنها سترسل بضعة آلاف من القوات الإضافية إلى المنطقة، بما في ذلك أسراب طائرات مقاتلة إضافية. وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة “في وضع جيد” للدفاع عن الحلفاء والشركاء والقوات الأميركية من التهديدات الإيرانية، وناقش الاثنان “العواقب الوخيمة” لضربة مباشرة على إسرائيل، وفقاً لما جاء في المكالمة.
قالت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية في أبريل في تقييمها السنوي للتهديدات العالمية، إن إيران لديها مخزون “كبير” من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز القادرة على ضرب أهداف على بعد 2000 كيلومتر (1200 ميل) من حدودها. وأضافت أن طهران “ركزت العام الماضي على نشر جيل جديد من الأنظمة بعيدة المدى لمواجهة إسرائيل”.
وأضافت وكالة الاستخبارات أنه منذ أوائل عام 2023، كشفت طهران عن ثلاثة صواريخ جديدة قادرة على ضرب إسرائيل من الجزء الغربي من إيران، بما في ذلك صاروخ كروز للهجوم البري، وصاروخ باليستي تقول إنه فرط صوتي.
بدأت القوات الإسرائيلية بين عشية وضحاها ما وصفته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه “توغلات برية مستهدفة” في لبنان، إلى جانب غارات جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأفاد الجيش لاحقاً عن “قتال عنيف”. وقالت القوات الإسرائيلية إن “حزب الله” أطلق وابلاً من الصواريخ رداً على ذلك، وانتقل ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.
المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق