"إنتل" ترفض مساعي "آرم" للاستحواذ على وحدة الإنتاج

"إنتل" ترفض مساعي "آرم" للاستحواذ على وحدة الإنتاج

تواصلت “آرم هولدينغز” مع “إنتل” بشأن فرصة شراء قسم الإنتاج، وجاء الرد من صانعة الرقائق المتعثرة بأن الشركة ليست للبيع، وفق شخص على اطلاع مباشر على الأمر.

لم تبد “آرم” في الاستفسار رفيع المستوى اهتماماً بأنشطة التصنيع في “إنتل”، وفق الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لخصوصية المناقشات. يوجد في “إنتل” وحدتان أساسيتان؛ مجموعة للمنتجات تبيع الرقائق المستخدمة في الحواسيب الشخصية، والخوادم، ومعدات الشبكات، وأخرى لتشغيل المصانع. رفض ممثلو “آرم” و”إنتل” التعليق.

انقلب حال “إنتل”، فبعد أن كانت أكبر شركة لصنع الرقائق في العالم، أصبحت هدفاً لعروض الاستحواذ منذ التدهور السريع في نشاطها هذا العام، حيث أعلنت عن انهيار كارثي في الأرباح الشهر الماضي، ما أدى إلى تسجيل أسوأ حالة هبوط في أسعار أسهمها منذ عقود، وفي الفترة الحالية، تسرح 15 ألف موظف لتوفير النفقات، وتقلص خطط توسعة المصانع، وتوقف توزيعات الأرباح التي طالما أسعدت المستثمرين.

تتضمن جهود التحول إلى الربحية، فصل “إنتل” قسم إنتاج الرقائق عن عمليات التصنيع، في خطوة لا تهدف إلى جذب عملاء ومستثمرين جدد فقط، بل وتمهد الطريق لتقسيم الشركة أيضاً، وهو الأمر الذي تدرسه “إنتل”، بحسب ما كشفته “بلومبرغ” الشهر الماضي.

“آرم” تسعى للتوسع في الخدمات

أما “آرم”، التي تملك فيها “سوفت بنك غروب” حصة الأغلبية، فتحقق الجزء الأكبر من إيراداتها من بيع تصميمات الرقائق المستخدمة في الهواتف الذكية. لكن الرئيس التنفيذي للشركة، رين هاس، يسعى لتوسعة نطاق خدماتها خارج هذا القطاع. وشملت هذه الجهود التوسع في الحواسيب الشخصية والخوادم، حيث تتنافس الشركة مع “إنتل” في تصميمات الرقائق المستخدمة في هذه الأجهزة.

على الرغم من أن “إنتل”، التي يقع مقرها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، فقدت الميزة التقنية التي حظيت بها ذات يوم، ما تزال تسيطر على هاتين السوقين.

 

الاندماج مع “إنتل” سيدعم توسع “آرم” ويمثل خطوة البداية تجاه بيع مزيد من منتجاتها، فالشركة حالياً تصدر تراخيص باستخدام التكنولوجيا والتصميمات لعملائها، الذي يحولونها إلى مكونات تامة التصنيع. وتضم قائمة “آرم” عدداً من كبرى شركات التكنولوجيا، مثل “أمازون”، و””كوالكوم”، و”سامسونغ إلكترونيكس”.

تحت إدارة هاس، تزايد اتجاه الشركة نحو تقديم المنتجات تامة الصنع، ما قد يضعها في منافسة مع عملائها المرخصين.

خيارات أخرى أمام “إنتل”

لا تمثل إيرادات “آرم”، التي يقع مقرها في كامبريدج في المملكة المتحدة، إلا جزءاً ضئيلاً مما تحققه “إنتل”، لكن تقييم “آرم” ارتفع منذ الطرح الأولي في العام الماضي، ويتجاوز حالياً 156 مليار دولار. ويعتبر المستثمرون أن الشركة استفادت من طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع تقدمها في مجال رقائق مراكز البيانات. 

فضلاً عن ذلك، تحظى الشركة بدعم من مجموعة “سوفت بنك” اليابانية، التي تملك نسبة 88% من الأسهم، ما يعزز قدرتها المالية.

على خلاف “آرم”، خسرت أسهم “إنتل” أكثر من نصف سعرها منذ مطلع العام، وتبلغ قيمتها السوقية الحالية 102.3 مليار دولار. لكن الشركة تدرس خيارات أخرى، حيث قدمت “أبولو غلوبال مانجمنت” (Apollo Global Management) عرضاً للاستثمار في الشركة، بحسب ما كشفته “بلومبرغ” الأسبوع الماضي، وأشارت في الأيام الماضية إلى نيتها لاستثمار 5 مليارات دولار في “إنتل”، في خطوة تعد تعبيراً عن الثقة في الرئيس التنفيذي بات غلسينغر.

كما تعتزم “إنتل” بيع حصة في شركة “ألتيرا” (Altera) لصنع أشباه الموصلات إلى مستثمرين في الملكية الخاصة، بعدما استحوذت عليها في 2015. وانفصلت الشركة عن عمليات “إنتل” العام الماضي بهدف طرحها للتداول العام. وارتفع سعر سهم “إنتل” بعد عرض استحواذ من “كوالكوم” الأسبوع الماضي.

المصدر: صحيفة اقتصاد الشرق

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *